باتت النقاشات عن الفيمينيزم أو النسوية ملازمة لأحاديثنا اليومية الجادة والساخرة, إذ نجد أن معظمها غير خاضع للصواب أو لدراية بالموضوع على الأقل. هذا و نلاحظ جملة من الظواهر و الأفكار غير الصحيحة التي تتناقلها الأفواه وبالتالي فهي تترك أثراً سيئاً على العقليات و على صورة هذا التيار. كثير منا يجهل أن الفيمينيزم لا يرتبط بالنساء فقط, وإنما هناك العديد من الرجال الذين يتبنّون بقناعة أفكارا و مواقف تدافع عن النساء و عن حقوقهن في المساواة والمناصفة معهم. فالنسوية في بدايتها هي تيّار فكري شهد ظهور مجموعة من المفكّرات و الأدبيات و الفنّانات اللواتي حاولن بإصداراتهن وبإبداعاتهن التصدي للفكر الذكوري الذي ينقص منهن و يحد من ظهورهن.
هنا بعض الأفكار الخاطئة عن الفيمينزم التي يجب أن تتخلص منها العقليات التي تعيش في القرن الواحد والعشرين.
1. هناك من يلخص الفيمينيزم في Les Femens اللواتي لا يمانعن في الخروج نصف عاريات, أو في قصة شعر قصيرة أو في لباس معيّن, فقد نغفل عن حقيقة أن الأفكار و المواقف ليست لديها حلة أو مظهر خاص.
2. هناك أيضا من يرى أن الفيمينيزم هو مجرد غضب وتمرّد ضد الرجال وليس نضالا من أجل حقوق المرأة والرقّي بوضعيتها في المجتمع.
3. الفيمينيزم لا يروّج لكره الرجال, هناك أيضا من يبرّر إقدام المرأة على تبنّي أفكار هذا التيّار بأنها محبطة عاطفيا.
4. النسوية لا تعني وضع حلقات piercing في الأنف واللسان, هنا يطرح مشكل الخلط في المفاهيم إذ يتم حصر أفكار الفيمينيزم في نطاق الحريّات الفردية.
5. النسوية ليست حركة ذات دافع أو ميول جنسي محض, فهناك من يظن أن النسويات كلهن مثليات جنسيّا.
تبقى الأحكام المسبقة هي العرقلة الأولى أمام معظم الأفكار والتيّارات مهما حسنت نيتها, بالإضافة إلى كون المرأة نفسها في غالب الأحيان هي التي تشكّل العدو الأول الذي يواجه الفيمينيزم في نضاله من أجل حقوقها.